ما هو القلق في العلاقة العاطفية وكيفية علاجه؟
يحدث القلق في العلاقة العاطفية عندما يعاني الشخص من الشك أو الخوف أو القلق المستمر في العلاقة. يحتاج هؤلاء الأشخاص إلى طمأنينة مستمرة وسيتجاهلون دائمًا احتياجاتهم الخاصة ويريدون إرضاء شريكهم. يطلق الأطباء على هذا الشعور “قلق العلاقة” أو “القلق في العلاقة العاطفية”.
ما هو القلق في العلاقة العاطفية؟
القلق في العلاقة العاطفية ينطوي على الشعور بالقلق الشديد بشأن العلاقة الرومانسية أو الصداقة. على الرغم من أن المتخصصين في الصحة العقلية يدركون هذا النوع من القلق، إلا أن الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-5) لا يدرج هذا الشعور.
على عكس أشكال القلق الأخرى، مثل اضطراب القلق العام واضطراب الهلع، ليس لدى الأطباء حل محدد لتشخيص أو علاج القلق في العلاقة العاطفية. القلق من العلاقات العاطفية له بعض خصائص اضطراب القلق الاجتماعي. على وجه الخصوص، يمكن أن تتسبب كلتا الحالتين في شعور الشخص بضيق كبير تجاه الرفض.
على الرغم من أن العديد من الأشخاص قد يشعرون بالقلق بشأن القبول والمعاملة بالمثل في العلاقة، إلا أن القلق يحدث عندما يعاني الشخص من الخوف أو القلق المفرط. القلق في العلاقة العاطفية يمكن أن يجعل الشخص يشعر بالقلق بشأن مستقبل تلك العلاقة. قد ينهي الأشخاص الذين يعانون من هذا الشعور علاقاتهم بسبب الخوف أو يتحملون العلاقة بقلق كبير. آثار هذا الشعور يمكن أن تمنع الشخص من الأداء الجيد.
علامات وأعراض القلق في العلاقة العاطفية
حدد الباحثون ثلاثة أعراض شائعة لهذه الحالة:
- الإفراط في الطمأنينة
- أطفئ مشاعرك واحتياجاتك
- المحاولة جاهدة لإرضاء الشريك
وفي ما يلي سنتناول كل قسم من هذه الأقسام بالتفصيل.
1.الإفراط في الطمأنينة
الطمأنينة المفرطة شائعة في اضطراب القلق الاجتماعي والاكتئاب. يعتقد بعض الباحثين أن هذه الممارسة مرتبطة بالاعتماد على الآخرين. يشير الاعتماد بين الأشخاص إلى اعتماد الشخص على الآخرين من أجل التقييم والقبول المستمر. قد يخشى الأشخاص الذين يظهرون هذا السلوك من ضعف أدائهم أو عدم قبولهم.
2.أطفئ مشاعرك واحتياجاتك
الإطفاء الذاتي هو أحد الأعراض الشائعة الأخرى للعديد من الاضطرابات النفسية. وجدت دراسة نشرت في “مجلة علم النفس التجريبي والاجتماعي” أن النساء اللاتي لديهن حساسية تجاه الرفض قد يلتزمن الصمت لإرضاء شركائهن. قد لا يتمكن الأشخاص الذين يظلون صامتين من التعبير عن أذواقهم أو آرائهم أو مشاعرهم لشركائهم؛ خاصة عندما تكون هذه الأفكار مختلفة عن أفكار الشريك.
يميل الأشخاص الذين يعانون من القلق في العلاقة العاطفية إلى الانخراط في سلوكيات الإطفاء الذاتي من أجل إرضاء شريكهم دائمًا وتجنب الرفض.
3. المحاولة جاهدة لإرضاء الشريك
عادة ما يأتي هذا السلوك من شريكين متورطين في القلق في العلاقة العاطفية. كما يتم ملاحظة هذه الممارسة في العلاقات التي يعاني فيها واحد أو أكثر من الأشخاص من اضطراب الشخصية الوسواسية.
علاج وادارة القلق في العلاقة العاطفية
يقترح بعض المتخصصين في الصحة العقلية علاجًا للأزواج للمساعدة في علاج هذا الشعور وإدارته.
في دراسة نشرت في مجلة Family Process، اختبر الباحثون فعالية جلسة علاج الأزواج. وركزت الجلسة على معالجة الأنماط السلوكية المرتبطة في القلق في العلاقة العاطفية، بما في ذلك إطفاء الذات والطمأنينة المفرطة. ووجد الباحثون أنه بعد جلسة علاج الأزواج، انخفض مستوى الطمأنينة والصمت لدى الشركاء المصابين بهذه الحالة. كما أظهر الشريك غير القلق مستويات أقل من القلق.
تشمل الأنواع المختلفة من علاج الأزواج المفيدة لحل القلق في العلاقة العاطفية ما يلي:
- العلاج السلوكي للأزواج
- العلاج السلوكي المعرفي المشترك
- العلاج الوجودي المعرفي للزوجين
- التحليل النفسي
نظرًا لأن القلق في العلاقة العاطفية له أعراض مشابهة لاضطرابات القلق الأخرى، يقترح بعض الأطباء أن الشريك القلق فقط هو الذي يحتاج إلى العلاج.
يوصي بعض علماء النفس بعلاجات فعالة أيضًا لاضطرابات القلق، بما في ذلك العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، وعلاج القبول والالتزام (ACT)، واليقظة الذهنية.
يريد بعض الأطباء أن يكون الشريك غير القلق جزءًا من خطة العلاج. عادة ما يكون دور الشريك هو المعالج المساعد.
يحتاج بعض الأشخاص إلى دواء لعلاج قلق العلاقة. تشمل العلاجات الدوائية مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية ومثبطات امتصاص النورادرينالين الانتقائية.
كلمة أخيرة
القلق في العلاقة العاطفية هو شكل من أشكال القلق الذي يجد بعض علماء النفس صعوبة في تشخيصه وعلاجه. ومع ذلك، فإن العديد من الأعراض التي أبلغ عنها الأشخاص المصابون بهذه الحالة شائعة في أشكال أخرى من القلق. قد تشمل أعراض القلق من العلاقة إخماد الذات والسعي إلى الطمأنينة المفرطة من الشريك. قد يكون لدى الأشخاص الذين يعانون من قلق العلاقة حاجة مفرطة إلى الثناء من شريكهم وعادةً ما يكونون خائفين من الرفض. يمكن أن تؤثر هذه الأعراض سلبًا على العلاقة مع مرور الوقت.
يعد العلاج الزوجي والتحليل النفسي من الاستراتيجيات المختلفة التي يقدمها علماء النفس للأشخاص الذين يعانون من القلق في العلاقة العاطفية. في الحالات الحادة وعندما يعاني الشخص من قلق شديد، يصف بعض الأطباء أدوية، من بينها مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين والنورادرينالين الانتقائية.